التفاعل مع أصحاب المصلحة

نشر في: 21 نوفمبر 2023

 

نجاح إدارة المشاريع ليس فقط في تسليم المشروع في الوقت المناسب وداخل الميزانية المخصصة، بل أيضًا في ضمان أن المشروع يلبي احتياجات وتوقعات أصحاب المصلحة. يلعب التفاعل مع أصحاب المصلحة دورًا حاسمًا في تحقيق هذا التوازن. في هذا المقال، سنستكشف أهمية التفاعل مع أصحاب المصلحة ونستكشف كيف يمكن بناء علاقات قوية معهم للمساهمة في نجاح المشروع.

فهم أصحاب المصلحة

أصحاب المصلحة هم أفراد أو مجموعات أو منظمات لديهم مصلحة في نتيجة المشروع، سواءً لأنهم تأثروا مباشرة به أو لأن لديهم تأثير أو سلطة عليه. يمكن أن يكون أصحاب المصلحة داخليين أو خارجيين للمؤسسة ويمكن أن يشملوا:

  1. فريق المشروع: الأشخاص المشاركين مباشرة في تنفيذ المشروع، مثل مديري المشروع وأعضاء الفريق والخبراء في الموضوع.
  2. العملاء / العملاء: الأفراد أو المنظمات الذين يتم تنفيذ المشروع من أجلهم. لديهم مصلحة كبيرة في نجاح المشروع وغالبًا ما يحددون أهدافه.
  3. الرعاة: الكيانات أو الأفراد الذين يقدمون الموارد اللازمة، سواء كانت مالية أو غير ذلك، لدعم المشروع.
  4. المستخدمون النهائيون: الذين سيستخدمون نتائج المشروع بمجرد اكتماله. رضاهم غالبًا ما يكون مقياسًا حاسمًا لنجاح المشروع.
  5. الجهات التنظيمية والسلطات: الجهات الحكومية أو الهيئات الرقابية التي قد تمتلك إشرافًا أو متطلبات امتثال تتعلق بالمشروع.
  6. الموردين والبائعين: الكيانات التي تقدم السلع أو الخدمات اللازمة لتنفيذ المشروع.
  7. المجتمع: المجتمعات المحلية أو مجموعات الاهتمام التي قد تتأثر بالمشروع، خصوصًا في مشاريع البنية التحتية أو الإنشاءات.

أهمية التفاعل مع أصحاب المصلحة

التفاعل الفعّال مع أصحاب المصلحة هو أكثر من مجرد إجراء في قائمة مراقبة إدارة المشاريع. إنه عملية ديناميكية ومستمرة تتضمن:

1- تحديد وتصنيف أصحاب المصلحة

الخطوة الأولى في التفاعل مع أصحاب المصلحة هي تحديد جميع أصحاب المصلحة ذوي الصلة. بعد التعرف عليهم، يجب تصنيفهم استنادًا إلى تأثيرهم واهتمامهم وتأثيرهم على المشروع. هذا يساعد في تخصيص الموارد والاهتمام بشكل مناسب.

2- فهم احتياجات وتوقعات أصحاب المصلحة

كل مجموعة من أصحاب المصلحة ستملك مجموعة خاصة من الاحتياجات والتوقعات والمخاوف. يجب على مديري المشروع أن يسعوا بنشاط لفهم هذه العوامل من خلال استطلاعات أو مقابلات أو مجموعات تركيز. يشكل هذا الفهم أساسًا لتخصيص أهداف المشروع واستراتيجيات الاتصال.

3- الاتصال والشفافية

الاتصال الفعّال هو في قلب التفاعل مع أصحاب المصلحة. يجب على مديري المشروع إقامة خطوط اتصال واضحة، والإبقاء على أصحاب المصلحة على علم بتقدم المشروع والتغييرات والقضايا المحتملة. الشفافية تبني الثقة والمصداقية.

4- إدارة التوقعات

غالبًا ما يأتي أصحاب المصلحة إلى المشروع بتوقعات مختلفة. من الأهمية بمكان إدارة هذه التوقعات من خلال تحديد أهداف وجداول زمنية وميزانيات واقعية. الوعد بالمزيد مما يمكن تنفيذه وتقليل التنفيذ قد يؤدي إلى عدم رضا أصحاب المصلحة.

5- حل النزاعات

النزاعات لا يمكن تجنبها تقريبًا في أي مشروع. التفاعل مع أصحاب المصلحة ينطوي على نهج نشط لتحديد ومعالجة النزاعات بسرعة. يجب أن تكون هناك آليات لحل النزاعات مكانها لمنع تعطيل المشروع.

6- مشاركة أصحاب المصلحة في اتخاذ القرارات

أصحاب المصلحة المشاركون هم أكثر عرضة لدعم أهداف المشروع. مشاركتهم في عمليات اتخاذ القرار، خصوصاً عندما تتأثر مصالحهم مباشرة، يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل وشعور بالملكية.

7- التكيف مع التغير

المشاريع هي ديناميكية، والظروف يمكن أن تتغير. يجب أن يكون التفاعل مع أصحاب المصلحة مرنًا بما فيه الكفاية للتكيف مع احتياجات أصحاب المصلحة المتغيرة والعوامل الخارجية.

فوائد التفاعل القوي مع أصحاب المصلحة

استثمار الوقت والجهد في التفاعل مع أصحاب المصلحة ينتج عنه العديد من الفوائد لنجاح المشروع:

1- فهم محسن للمشروع

أصحاب المصلحة المشاركين لديهم فهم أفضل لأهداف وقيود المشروع. يمكن أن يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات أكثر إفادة وتنفيذًا سلسًا.

2- إدارة أفضل للمخاطر

أصحاب المصلحة غالبًا ما لديهم رؤى قيمة حول المخاطر والقضايا المحتملة. مدخلاتهم يمكن أن تساعد مديري المشروع في تحديد المخاطر والتخفيف منها بفعالية.

3- زيادة الدعم والموارد

دعم أصحاب المصلحة ضروري للحصول على الموارد اللازمة، سواء كانت مالية أو بشرية أو مادية. أصحاب المصلحة المشاركين أكثر عرضة لتوفير هذه الموارد.

4- حل المشكلات المحسن

مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة المشاركين يمكن أن تجلب آراءً وأفكارًا مختلفة إلى الطاولة. هذا يمكن أن يؤدي إلى حل المشكلات بشكل أفضل وإلى التفكير في الابتكار.

5- تقليل مقاومة التغيير

المشاريع غالبًا ما تحمل تغييرًا للمؤسسة أو المجتمع. التفاعل مع أصحاب المصلحة في مراحل مبكرة من العملية يمكن أن يساعد في تقليل المقاومة لهذه التغييرات وجعل التنفيذ أكثر سلاسة.

أفضل الممارسات للتفاعل مع أصحاب المصلحة

لبناء علاقات قوية مع أصحاب المصلحة، يجب على مديري المشروع أن ينظروا في العمليات التالية:

  1. إنشاء خطة للتفاعل مع أصحاب المصلحة: وضع خطة توضح كيفية تحديد أصحاب المصلحة وتقييمهم والتفاعل معهم طوال دورة حياة المشروع.
  2. تخصيص الاتصال: تخصيص استراتيجيات الاتصال وفقًا لاحتياجات مجموعات أصحاب المصلحة المختلفة. بعضهم قد يفضلون التقارير الدورية، بينما قد يفضل آخرون الاجتماعات وجهاً لوجه.
  3. استخدام التكنولوجيا: الاستفادة من برامج إدارة المشاريع وأدوات التعاون لتبسيط الاتصال وتوفير تحديثات فورية لأصحاب المصلحة.
  4. مراجعة وتعديل بانتظام: تقييم بشكل مستمر لجهود التفاعل مع أصحاب المصلحة وضبط الاستراتيجيات استنادًا إلى التغذية الراجعة والتغيرات المتغيرة.
  5. التدريب والتثقيف: تقديم تدريب أو جلسات توعية لمساعدة أصحاب المصلحة على فهم تعقيدات المشروع وتداعياته.
  6. مندوب مخصص لأصحاب المصلحة: تعيين فرد أو فريق مخصص مسؤولين عن إدارة علاقات أصحاب المصلحة والاتصال معهم.
  7. آليات لتقديم الملاحظات: وضع آليات تمكن أصحاب المصلحة من تقديم الملاحظات وطرح القضايا، مثل صناديق الاقتراحات أو المنتديات على الإنترنت.
  8. الاحتفال بالنجاحات: الاعتراف والاحتفال بتحقيق مراحل المشروع ونجاحاته مع أصحاب المصلحة للمحافظة على الحماس والدعم.

 

الختام

التفاعل مع أصحاب المصلحة ليس عملية ذات حجم واحد. إنه يتطلب التكيف والتعاطف والتفاني في بناء وتنمية العلاقات. عندما يتم بذل الجهد بفعالية، يمكن أن يكون قوة دافعة وراء نجاح المشروع، مضمنًا أن المشروع لا يلبي فقط أهدافه التقنية ولكن أيضًا يرضي احتياجات وتوقعات أولئك الذين يخدمهم.

 

إقرأ ايضا

ترغب بالمساعدة؟
whatsapp-logo